الاثنين، 23 ديسمبر 2013

باريس الحلم


كانت هناك شابة طموحة تدعى صوفيا ورسام صغير يدعى باتريك
 نشآ في إحدى البلدات الصغيرة ،
وكان باتريك يملك موهبة كبيرة في الرسم بحيث توقع له الجميع مستقبلاًَ مشرقاً
 ونصحوه بالذهاب إلى باريس .

وحين بلغ العشرين تزوج صوفي وقررا الذهاب سوياً إلى عاصمة النور،
وكان طموحهما واضحاً منذ البداية حيث سيصبح هو رساماً عظيما وهي كاتبة مشهورة .

وفي باريس سكنا في شقة جميلة وبدآ يحققان أهدافهما
بمرور الأيام وفي الحيّ الذي سكنا فيه
تعرفت صوفي على سيدة ثرية لطيفة المعشر،
وذات يوم طلبت منها استعارة عقد لؤلؤ غالي الثمن لحضور زفاف في بلدتها القديمة .

ووافقت السيدة الثرية وأعطتها العقد
وهي توصيها بالمحافظة عليه 
ولكن صوفي اكتشفت ضياع العقد بعد عودتهما للشقة
فأخذت تجهش بالبكاء فيما انهار باتريك من اثر الصدمة .

وبعد مراجعة كافة الخيارات
 قررا شراء عقد جديد للسيدة الثرية يملك نفس الشكل والمواصفات
 ولتحقيق هذا الهدف باعا كل ما يملكان واستدانا مبلغاً كبيراً بفوائد فاحشة ،
وبسرعة اشتريا عقداً مطابقاً وأعاداه للسيدة التي لم تشك مطلقا في انه عقدها القديم
غير أن الدين كان كبيراً والفوائد تتضاعف باستمرار ،
فتركى شقتهما الجميلة وانتقلا إلى غرفة حقيرة في حي قذر .

ولتسديد ما عليهما تخلت صوفي عن حلمها القديم وبدأت تعمل خادمة في البيوت ،
 أما باتريك فترك الرسم وبدأ يشتغل حمّالاً في الميناء
 وظلا على هذه الحال خمسة وعشرين عاماً ماتت فيها الأحلام ،
وضاع فيها الشباب وتلاشى فيها الطموح .

وذات يوم ذهبت صوفي لشراء بعض الخضروات لسيدتها الجديدة
وبالصدفة شاهدت جارتها القديمة فدار بينهما الحوار التالي ,,

 الجارة : عفواً هل أنت صوفي ؟

صوفي : نعم ، من المدهش أن تعرفيني بعد كل هذه السنين .

 الجارة : إلهي تبدين في حالة مزرية ماذا حدث لك ولماذا اختفيتما فجأة ؟

صوفي : أتذكرين يا سيدتي العقد الذي استعرته منك ؟
 لقد ضاع مني فاشترينا لك عقداً جديداً بقرض ربوي ومازلنا نسدد قيمته .

صوفي : يا إلهي ، لماذا لم تخبريني يا عزيزتي لقد كان عقداً مقلداً لا يساوي خمسة فرنكات !

العبرة 
تبدو لنا هذه القصة المأساوية
 وكأنها لوحة من مسلسل حزين ! 
ولكن بغض النظر عن التراجيديا الموجودة فيها
وإذا ما تخطينا فكرة الوفاء والأمانة إلى المعنى الأكبر المراد ،
هل من الممكن
أن تكون هناك أفكاراً خاطئة حمقاء أحياناً تدمر حياتنا وتقلبها رأساً على عقب ،
لمجرد أننا نحن من وضعها في رأسنا 
وأبينا إلا أن نصدقها لتتغير بها مجرى حياتنا !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.