ﯾﻘﻮل أﺣﺪھﻢ :
ﻗﺮأت ﻣﻘﺎلاً راﺋﻌاً ﻟﻠﻤﺒﺪع
“ ﻛﻮﺳﺘﺎس ﻣﺎرﻛﯿﺪس “
أﺳﺘﺎذ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت اﻟﻘﯿﺎدة ﺑﻤﺪرﺳﺔ ﻟﻨﺪن ﻟﻸﻋﻤﺎل-وھﻮ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ
ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ، وﻗﺪ ﻗﺺ ﻗﺼﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻘﺎل ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺮوﻋﺔ واﻟﺠﻤﺎل ،
ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻔﯿﻠﺔ ﺑﺈﺛﺎرة اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﻀﻄﺮﺑﺔ ﺣﻮل ﻗﺪرﺗﻲ ﻋﻠﻰ رؤﯾﺔ واﻗﻌﻲ ﺑﺼﻮرة ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ھﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ، وﺣﻮل ﻗﺪرﺗﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﺑﺸﻜﻞ أﻗﺒﻠﮫ
وأرﺿﺎه !
ﯾﻘﻮل ﻛﻮﺳﺘﺎس :
”ھﻨﺎك ﺗﺪرﯾﺐ ﺗﻌﻠﻤﺘﮫ ﻣﻦ مُدرسّة ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮبه ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻼﻣﯿﺬ اﻟﺼﻐﺎر، وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻌﻈﻤﮭﻢ إﺟﺎﺑﺘﮫ وﺣﻠﮫ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ ﺷﺪﯾﺪة ...
وﺳﻮف أﻃﺮﺣﮫ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﺷﺮﯾﻄﺔ أن ﺗﻌﺮﻓﻮا إﺟﺎﺑﺘﮫ ﺧﻼل دﻗﯿﻘﺔ واﺣﺪة ..
ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﯿﮫ ﻓﻲ تحدٍّ واﺿﺢ ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺮر ، واﺳﺘﻌدّ ﺟﻤﯿﻌﻨﺎ ﻟﮭﺬا اﻻﺧﺘﺒﺎراﻟﺬي ﻧﺠﺢ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺼﻐﺎر ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ إﺟﺎﺑﺘﮫ ﺧﻼل دﻗﯿﻘﺔ واﺣﺪة ..!!
ﯾﻘﻮل ﻛﻮﺳﺘﺎس:
”ﻟﻮ ﻣﻨﺤﺖ أﺣﺪﻛﻢ ﺳﻜﯿﻨاً وأﻋﻄﯿﺘﮫ ﻛﻌﻜﺔ وﻃﻠﺐ ﻣﻨﮫ ﺗﻘﻄﯿﻌﮭﺎ ﺑﮭﺬا اﻟﺴﻜﯿﻦ أرﺑﻊ ﻣﺮات ﻓﻘﻂ ؛ ﺑﺸﺮط أن ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﺘﻘﻄﯿﻊ ﻓﻲ ﺧﻄﻮط ﻣﺴﺘﻘﯿﻤﺔ ؛
ﻓﻜﻢ ﻗﻄﻌﺔ ﯾﻤﻜﻨﮫ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ ..؟!!
ﻣﻌﻜﻢ دﻗﯿﻘﺔ واﺣﺪة ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﺪد اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻨﻜﻢ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ“.
وﺗﺤوّل اﻟﺠﻤﯿﻊ إﻟﻰ ﻧﺤﻞ ﻧﺸﻂ ، وﻗﺪ ﺳﺎرع اﻟﺠﻤﯿﻊ ﺑﺈﻣﺴﺎك ورﻗﺔ وﻗﻠﻢ ، وأﺧﺬوا ﯾﺮﺳﻤﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻌﻜﺔ وﯾﺘﺨﯿﻠﻮن ﻃﺮﯾﻘﺔ ﻗﻄﻌﮭﺎ
وﯾﺤﺴﺒﻮن ﻛﯿﻒ ﯾﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ أﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ ،
وﺑﻌﺪ ﻣﺮور دﻗﯿﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ، ﻧﻈﺮ إﻟﯿﻨﺎ د.ﻛﻮﺳﺘﺎس ﻣﺎرﻛﯿﺪس وﻗﺎل :
اﻧﺘﮭﻰ اﻟﻮﻗﺖ أﯾﮭﺎ اﻟﺴﺎدة ، وﺣﺎن وﻗﺖ اﻟﺘﻘﯿﯿﻢ ..
ﺗﻮقّف اﻟﺠﻤﯿﻊ وﻧﻈﺮ إﻟﯿﮫ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺰ ﺷﺪﯾﺪ ؛ ﻓﻔﺎﺟﺄﻧﺎ ﺑﻘﻮﻟﮫ :
ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻢ اﺳﺘﻌﺎن ﺑﺰﻣﯿﻠﮫ اﻟﺬي ﯾﺠﻠﺲ ﺟﻮاره ﻟﯿﺸﺘﺮﻛﺎ ﻓﻲ إﯾﺠﺎد ﺣﻞ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ؟
ﻓﻠﻢ ﯾﺮﻓﻊ أﺣﺪ ﯾﺪه !
ﻓﺴﺄل:
ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻢ ﺣﺎول أن ﯾﻌﺮف إﺟﺎﺑﺔ زﻣﯿﻠﮫ اﻟﺬي ﯾﺠﻠﺲ ﺟﻮاره ؟
ﻓﻠﻢ ﯾﺮﻓﻊ أﺣﺪ ﯾﺪه !
ﻓﺴﺄل:
ھﻞ ﺣﺎوﻟﺘﻢ ﺟﻤﯿﻌاً أن ﺗﺠﯿﺒﻮا ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﻤﻔﺮدﻛﻢ ؟
ﻓﺎرﺗﻔﻌﺖ ﻛﻞ اﻷﯾﺪي ﻟﺘﺸﯿﺮ ﺑﺎﻹﯾﺠﺎب .
وھﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﻔﺎﺟﺄة اﻷوﻟﻰ !!
ارﺗﻔﻊ ﺻﻮت ﻛﻮﺳﺘﺎس ﻣﺎرﻛﯿﺪس ﯾﺪقّ أول ﺟﺮس ﻣﻦ أﺟﺮاس اﻟﻔﻜﺮ ﻟﯿﻮﻗﻆ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻨﺎﺋﻢ ؛ ﻓﻘﺎل :
وﻟﻢَ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺎوﻧﻮا ﻣﻌﺎً ؟
ھﻞ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻜﻢ أن ﺗﺠﺪوا ﺣﻞ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﻤﻔﺮدﻛﻢ ؟
ھﻞ أﺧﺒﺮﺗﻜﻢ أن ھﺬا اﻣﺘﺤﺎن ﻓﺮدي ،
وﻻ ﯾﺠﻮز ﻓﯿﮫ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﺣﺪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻞ ؟
إﻧﮫ اﻋﺘﯿﺎدﻛﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮدﯾﺔ ھﻮ اﻟﺬي دﻓﻌﻜﻢ إﻟﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﺮدي ؛
ﻋﻠﻰ ﺣﯿﻦ أن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻛﺎن ﺳﯿﻮﻓﺮ ﻣﺠﮭﻮداً وﻓﻜﺮاً وﻗﺪ ﯾﻮفّر وﻗﺘﺎً ﻟﻜﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎً!
ھﻞ ﺧﺪﻋﺘﻜﻢ ﺣﯿﻦ أﺧﺒﺮﺗﻜﻢ أن وﻗﺖ اﻻﺧﺘﺒﺎر دﻗﯿﻘﺔ واﺣﺪة ؛ ﻓﺸﻌﺮﺗﻢ ﺑﻀﯿﻖ اﻟﻮﻗﺖ ،
وﻇﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻜﻢ أن ﻗﺪرﺗﮫ وﺣﺪه ﺳﺘﻔﻮق ﻗﺪرﺗﮫ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ ؟
أم أﻧﻲ أﺛﺮت رﻏﺒﺘﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺪي ﺤﯿﻦ ﻗﻠﺖ :
إن اﻟﺘﻼﻣﯿﺬ اﻟﺼﻐﺎر ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮن ﺣﻞ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ ؟
اﻟﻤﮭﻢ ..
من ﻣﻨﻜﻢ اﺳﺘﻄﺎع أن ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻗﻄﻊ ؟
ﻓﺎرﺗﻔﻌﺖ اﻷﯾﺪي اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻗﻄﻊ ، وﻛﺎن ﻋﺪدھﺎ ﻛﺒﯿﺮاً ،
ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﺎﺿﺮﯾﻦ!
ﻓﻀﺤﻚ ھﺬا اﻟﻤﻌﻠﻢ اﻟﻤﺜﯿﺮ، وﻗﺎل :
ﻟﻘﺪ ﻓﻜﺮﺗﻢ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ اﻋﺘﯿﺎدﯾﺔ ﺟﺪاً ، ﻟﻘﺪ ﻗﻄﻌﺘﻢ اﻟﻜﻌﻜﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻻﻋﺘﯿﺎدي ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻄﻌﻮﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزل ، أﻟﯿﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟
وﻃﺒﻌﺎً ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه ﻃﺮﯾﻘﺔ ﺗﻔﻜﯿﺮھﻢ !!
ﻓﻌﺎد ﯾﺴﺄل ﻣﺮة أﺧﺮى ، وﻗﺎل :
ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻢ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮ ﻗﻄﻊ ؟
ﻓﺮﻓﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس أﯾﺪﯾﮭﻢ !!
ﻓﻘﺎل ﻟﮭﻢ :
ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﯿﺪ إن ﻓﻜﺮﻛﻢ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮراً ﻣﻦ اﻟﻔﻜﺮ اﻻﻋﺘﯿﺎدي اﻟﻤﻌﺮوف ﻟﻜﺜﯿﺮﯾﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ؛ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ أﺷﺘﺮط أن ﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻄﻊ ﻣﺘﺴﺎوﯾﺔ !
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﻘﺪ ﻓكّرﺗﻢ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺤﺼﻠﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﺨﺘﻠﻒ !!
ﻟﻜﻦ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻓكّروا ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ اﻋﺘﯿﺎدﯾﺔ ﺟﺪاً ؛
ﻓﻜﻤﺎ ﯾﻔﻌﻠﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﺎزﻟﮭﻢ ﺣﯿﻦ ﯾﻌﺪون ﻛﻌﻜﺎً ﻟﻀﯿﻮﻓﮭﻢ ؛
ﻓﺈﻧﮭﻢ ﺳﯿﻘﻄﻌﻮن اﻟﻜﻌﻚ ﺑﺎﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،
وﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎً أن ﯾﻔكر أﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﻏﯿﺮ ﻣﺘﺴﺎوﯾﺔ ، ﻣﻊ أن ھﺬا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺷﺮﻃﺎً ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ !
وﻛﺎن ھﺬا ھﻮ اﻟﺠﺮس اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻹﯾﻘﺎظ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻨﺎﺋﻢ !!
وﻋﺎد د.ﻛﻮﺳﺘﺎس ﻟﯿﺴﺄل :
ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻢ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﻗﻄﻌﺔ ؟
ﻓﺮﻓﻊ اﺛﻨﺎن أو ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺪﯾﮭﻢ ،
وﻗﺪ ﺷﻌﺮت وﻗﺘﮭﺎ ﺑﺄﻟﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﯿﺮي اﻻﻋﺘﯿﺎدي اﻟﻘﺎﺗﻞ !!
ﻓﻘﺎل د. ﻛﻮﺳﺘﺎس :
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻘﺪ ﻓﻜﺮﺗﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﺔ أﻛﺜﺮ ﺣﺪاﺛﺔ ﻣﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ ؛
ﻓﺄﻧﺘﻢ ﻗﺪ اﻧﺘﺒﮭﺘﻢ إﻟﻰ أن اﻟﻜﻌﻜﺔ ﺛﻼﺛﯿﺔ اﻷﺑﻌﺎد ، وأﻧﮫ ﻻ داﻋﻲ ﻷن ﻧﺤﺼﺮ
ﺗﻔﻜﯿﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻄﯿﻊ اﻷﻓﻘﻲ .
وﺣﻘﯿﻘﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه ﺻﺪﻣﺔ ﻓﻜﺮﯾﺔ ﺷﺪﯾﺪة ﻟﻲ !!
ﻟﻜﻨﻲ ﺷﻌﺮت ﺑﻌﺪم روﻋﺘﮭﺎ وﺟﺪﺗﮭﺎ ﺣﯿﻦ ﺳﻤﻌﺘﮫ ﯾﻘﻮل :
وﻣﻦ ﻣﻨﻜﻢ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺖ ﻋﺸﺮة ﻗﻄﻌﺔ ؟
ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻘﻄﯿﻊ ﻛﻌﻜﺔ ﻟﺴﺖ ﻋﺸﺮة ﻗﻄﻌﺔ ؟
ﻟﻮ ﻓﻜﺮﻧﺎ ﺑﻄﺮﯾﻘﺘﻨﺎ اﻟﻤﻌﺘﺎدة اﻟﺘﻲ ﻧﻨﻈﺮ ﺑﮭﺎ إﻟﻰ أﻣﻮر ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ ؛
ﻓﺒﺎﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ ؛
ﻟﻜﻨﻨﺎ إن ﻓﻜﺮﻧﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ وﻣﺘﻄﻮر ؛
ﻓﯿﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺼﻞ إﻟﻰ ھﺬه اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ !!
أﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﻘﻄﻊ ھﻜﺬ ا:
ﻟﻨﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺰأﯾﻦ ، ﺛﻢ ..
ﻧﻀﻊ أﺣﺪ اﻟﺠﺰأﯾﻦ ﻓﻮق اﻵﺧﺮ ،
وﻧﻘﻄﻊ اﻟﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ،
وﻧﻈﻞ ﻧﻜﺮر ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ، ﻟﻨﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺖ ﻋﺸﺮة ﻗﻄﻌﺔ !
أﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻋﺘﯿﺎدﯾﺎً إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﺔ ﺗﻔﻜﯿﺮك ؟
ھﻞ ﻓﻜﺮت ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻄﺮق ﻟﺘﺠﯿﺐ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ؟
إن ﻛﻨﺖ ﺳﺘﺠﯿﺐ أﻧﻚ ﻓكرت ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﺮﺟﻞ ،
واﺳﺘﻄﻌﺖ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻛﻌﻜﺔ واﺣﺪة ؛
ﻓﺎﻗﺮأ ﺟﯿﺪاً ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ..
ﻗﺎل د.ﻛﻮﺳﺘﺎس :
ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ أﻇﻦ أن ھﺬا اﻟﻌﺪد ھﻮ أﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻛﻌﻜﺔ واﺣﺪة ﺑﻘﻄﻌﮭﺎ أرﺑﻊ ﻣﺮات ﻓﻘﻂ ،
وﻛﻨﺖ أدرّس ﻟﻄﻼﺑﻲ ھﺬا اﻟﻜﻼم ؛
ﺣﺘﻰ ﺣﻀﺮت ﻋﯿﺪ ﻣﯿﻼد اﺑﻨﺔ أﺧﻲ اﻟﺼﻐﺮى ،
وﺣﺎوﻟﺖ وﻗﺘﮭﺎ أن أداﻋﺐ اﻟﺼﻐﯿﺮات ﺑﻄﺮح ھﺬه اﻟﻠﻌﺒﺔ ﻋﻠﯿﮭﻢ ،
وﺑﻌﺪ أن أﺧﺬوا وﻗﺘﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ،
وﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﺳﻌﺎدة ﻷﻋﻠﻦ ﻟﮭﻢ أن أﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﻜﻌﻜﺔ
ﺑﻘﻄﻌﮭﺎ أرﺑﻊ ﻣﺮات ،
ھﻮ ﺳﺖ ﻋﺸﺮة ﻗﻄﻌﺔ ؛
ﻟﻜﻦ ﺻﺪﻣﺖ ﺻﺪﻣﺔ ﻛﺒﺮى ﺣﯿﻦ ﺳﻤﻌﺖ ﻃﻔﻠﺔ ﺻﻐﯿﺮة ﺗﻘﻮل :
ﻛﻼ ﯾﺎ ﺳﯿﺪي ، ھﺬا اﻟﻜﻼم ﻟﯿﺲ ﺻﺤﯿﺤﺎً،
ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﺪد أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜﯿﺮ !
ﻓﻠﻢ أھﺘﻢ ﺑﻜﻼﻣﮭﺎ ،
وﻟﻢ أﻣﻨﺤﮫا ﻣﺎ تﺴﺘﺤﻘها ﻣﻦ اﺣﺘﺮام ﻛﺒﯿﺮ ،
وﺳﺄﻟﺘﮭﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﻔﺎف :
وﻛﻢ ﻗﻄﻌﺔ ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ إذن ؟!
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺜﻘﺔ راﺋﻌﺔ :
ﻻ أدري ﺗﺤﺪﯾﺪاً ؛
ﻟﻜﻨﮫ أﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻤﺎ ذﻛﺮﺗﮫ أﻧﺖ !
ﻓﺴﺄﻟﺘﮭﺎ، وﻗﺪ ﺑﺪأ اﻟﺸﻚ ﯾﺴﺎورﻧﻲ :
ﻛﯿﻒ ھﺬا ؟
ﻗﺎﻟﺖ :
اﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﻛﻌﻜﺔ ﻋﯿﺪ اﻟﻤﯿﻼد ﯾﺎ ﺳﯿﺪي ،
وﺳﺘﻌﺮف أﻧﻚ ﺑﺄرﺑﻊ ﺗﻘﻄﯿﻌﺎت ﻓﻘﻂ ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻛﺒﯿﺮ ﺟﺪاً ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ ،
ﯾﻔﻮق ﻣﺎ ذﻛﺮﺗﮫ ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺮات ..
ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ إﻟﻰ ﻛﻌﻜﺔ ﻋﯿﺪ اﻟﻤﯿﻼد وﻧﻈﺮت إﻟﯿﮭﺎ ؛
ﻓﻮﺟﺪﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﺸﺮة ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﺗﻤﻠﻚ أرﺑﻌﯿﻦ ﻗﺪﻣﺎً، ﻣﻘﺴﻤﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﯿﮭﺎ !
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺸﺮون ﻗﺪﻣﺎً .
ﻟﻘﺪ صدقت ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺼﻐﯿﺮة ،
وﻋﻠﻤﺘﻨﻲ درﺳﺎً ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن أﻧﺴﺎه ﻃﻮال ﻋﻤﺮي !
إن ﻗﻄﻌﺎً واﺣﺪاً ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻜﻌﻜﺔ ﻏﺮﯾﺒﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﯾﻤﻨﺤﻨﻲ ﻋﺸﺮﯾﻦ ﻗﻄﻌﺔ ،
وﻗﻄﻌﺎً آﺧﺮ ﯾﺠﻌﻠﮭﻢ أرﺑﻌﯿﻦ ﻗﻄﻌﺔ ، وھﻜﺬا !!
ﻟﻤﺎذا ﻓﻜﺮت أن ﺷﻜﻞ اﻟﻜﻌﻜﺔ داﺋﺮي ؟!!
ﻷن ھﺬا ﻣﺎ اﻋﺘﺪت ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ !
وھﻜﺬا ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ ، أﻓﻌﻞ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎدات ،
وأﻋﯿﺶ ﻛﻤﺎ ﻋﺎش ﻏﯿﺮي ، أﻗﺼﺪ أﺗﻮاﺟﺪ ﻛﻤﺎ ﺗﻮاﺟﺪ ﻏﯿﺮي ؛
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة ﻷﻧﻨﻲ ﻻ أﻓﮭﻤﮭﺎ .
اﻓﮭﻢ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺣﻮﻟﻚ..
اﻧﻈﺮ ﺑﻮﺿﻮح إﻟﻰ ﺣﯿﺎﺗﻚ ..
ﻣﺎذا ﺗﺮﯾﺪ ؟
وإﻟﻰ أﯾﻦ ﺗﺬھﺐ ؟
وﻗﺒﻞ ﻛﻞ ذﻟﻚ.. أﯾﻦ أﻧﺖ ؟!
ﺧﺘﺎﻣﺎً..
أﻣﺎ زﻟﺖ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎً ﺑﻄﺮﯾﻘﺘﻚ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ؟
..