يحكى ان ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﺑﺮﺟﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻤﻦ ﻳﺴﺘﺸﺎﺭ ﻭﻳﺆﺧﺬ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎً ،
ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺳﺎﺀﺕ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ،
ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻀﺮ ﻻ يستشار ، ﻭﺇﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﻻ ينتظر .
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﻧﻘﻠﺐ ﻋﺴﺮﻩ ﺇﻟﻲ ﻳﺴﺮ،
ﻭﺿﻴﻘﻪ ﺇﻟﻲ ﺳﻌﺔ ﻭﻓﺮﺝ ﻭﺗﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺧﺼﺒﺔ ﻋﻠﻲ ﻛﻤﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ،
ﻭﻣﺮﺕ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ،
ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﺍﻓﺘﻘﺪﻭﻩ ،
ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻮﻩ ﺇﻟﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﻤﺪ ﺇﻟﻲ ﻣﻨﺪﻳﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺟﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ﺃﺧﻔﺎﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ،
ﻭﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻳﺎ ﻋﻢ ،
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ﻭﻃﺮﺣﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻗﺎﻝ : " ﺗﻜﻠﻢ ﻳﺎ ﺷﻌﻴﺮ" .
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ
ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﻜﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ
ﻻ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ