قام الدكتور "بورهيف" بتوظيف بعض المجرمين في تجاربه وأبحاثه العلمية المثيرة مقابل تعويضات مالية لأهلهم ، وأن تُكتَب أسماؤهم في تاريخ البحث العلمي ، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المغريات .
وبالتنسيق مع المحكمة العليا وبحضور مجموعة من العلماء المهتمين بتجاربه أجلس الدكتور بورهيف أحد المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام ، واتفق معه على أن يتم إعدامه بتصفية دمه بحجة دراسة التغيرات التي يمر بها الجسم خلال تلك العملية .
وفعلاً ، عصب بورهيف عيني الرجل ، ثم ركّب خرطومين رفيعين على جسده بدءاً من قلبه وانتهاءً عند مرفقيه ، و ضخّ فيهما ماءً دافئًا بدرجة حرارة الجسم يقطر عند مرفقيه ، ووضع دلوين أسفل يديه على بُعد مناسب ، حتى تسقط فيهما قطرات الماء من الخرطومين وتصدر صوتاً يُشبه سقوط الدم النازف ، وكأنه خرج من قلبه ماراً بشرايينه في ذراعيه ، ساقطاً منهما في الدلوين .
وبدأ تجربته متظاهراً بقطع شرايين يد المجرم ليصفِّي دمه وينفذ حكم الإعدام كما هو الاتفاق .
بعد عدة دقائق لاحظ الباحثون شحوباً واصفراراً يعتري كامل جسد المحكوم بالإعدام ، فقاموا ليتفحصوه عن قرب ، وعندما كشفوا وجهه فوجئوا بأنه قد مات !
مات بسبب خياله المتقن دون أن يفقد قطرة دم واحدة !
والأدهى أنَه مات في الوقت نفسه الذي يستغرقه الدم ليسيل من الجسم ويسبِّب الموت ، مما يعني أنَ العقل يعطي أوامر لكل أعضاء الجسم بالتوقف عن العمل استجابةً للخيال المتقن كما يستجيب للحقيقة تماماً!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتبه جيداً لخيالك فأعضاؤك وحواسك كلها ستستجيب للصورة التي ترسمها بإتقان ،
فالرسائل الدماغية سواء الإيجابية أو السلبية تحدد نهج حياتنا التي نعيشها .