الثلاثاء، 5 مارس 2013

مقابل كأس من اللبن

فجأة ، وجد هوارد كيلي الطفل الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته ، أنه لا يملك سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه ، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر به .
ولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة ، فكأنه أحس بالإحراج
وبدلا من أن يطلب وجبة طعام ، طلب أن يشرب الماء .
وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع ، أحضرت له كأسا من اللبن ، فشربه ببطء وقد كان ذا
طعم لا يُنسى بسبب الجوع القارس الذي أطفأه ذلك الكوب
ثم سألها : بكم أدين لك ؟
فأجابته : لا تدين لي بشيء لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير .
فقال : أشكرك إذاً من أعماق قلبي . 

وعندما غادر المنزل ، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط ، بل أن إيمانه بالله وبوجود أُناس طيبين قد ازداد ، بعد أن كان يائسا ومحبطاً .

بعد سنوات ، تعرضت تلك الشابة لمرض خطير ، مما أربك الأطباء المحليين ، فأرسلوها لمستشفى المدينة ، حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر .

وقد أستدعي الدكتور هوارد كيلي للاستشارة الطبية ، وعندما سمع إسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة ، لمعت عيناه بشكل غريب وأنتفض في الحال عابراً المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها ، وقد ارتدى زيه الطبي ، لرؤية تلك المريضة .

وعرفها بمجرد أن رآها ، فقفل عائدا إلى غرفة الأطباء ، عاقداً العزم على عمل كل ما
بوسعه لإنقاذ حياتها ، ومنذ ذلك اليوم أبدى اهتماما خاصا بحالتها .

وبعد صراع طويل ، تمت المهمة على أكمل وجه ، وطلب الدكتور كيلي الفاتورة إلى
مكتبه كي يعتمدها ، فنظر إليها وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة المريضة.

كانت خائفة من فتحها ، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد ثمن هذه الفاتورة ، أخيراً .. 
نظرت إليها ، وأثار إنتباهها سطران قد كُتبا في الحاشية ، 
فقرأت تلك الكلمات:
مدفوعة بالكامل مقابل كأس من اللبن
التوقيع : د. هوارد كيلي

إغرورقت عيناها بدموع الفرح ، ورددت متمتمة بسرور هذه الكلمات :
شكرا لك يا إلهي ، شكرا لك على فيض حبك ولطفك الغامر .


ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الحديث الصحيح الذي صححه
الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :
أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس
و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ،
أو يكشف عنه كربة ، أو يقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا
و لأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد
( يعني مسجد المدينة ) شهرا ، و من كف غضبه ستر الله عورته
و من كظم غيظه ، و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة
و من مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام
و إن سوء الخلق يفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل
حديث صحيح صححه الالباني