الخميس، 17 يناير 2013

أُمِّيْ كَانَتْ بِعَيْنٍ وَاحِدَةٍ



يقول الإبن : لقد كرهتها كانت تسبب لي الكثير من الإحراج ،

كانت تطبخ للطلاب والمعلمين في مدرستي لكي تساند العائلة

ذات يوم بينما كنت بالمدرسة المتوسطة قَدِمَتْ أُمِّي لتلقي علي التحية

لقد كنت مُحرجاً جداً .. كيف إستطاعت ان تفعل هذا بي

لقد تجاهلتها ، إحتقرتها ... رمقتها بنظرات حقد ... وهربت بعيداً

باليوم الثاني أحد طلاب فصلي وجَّهَ كلامه لي ساخراً

 إييييييييه ، أمك تملك عيناً واحدة

أردت أن أدفن نفسي وقتها ، وتمنيت أن تختفي أمي للأبد

فواجهتها ذلك اليوم قائلاً :

 إن كنت فقط تريدين أن تجعلي مني مهزلة ، فلم لا تموتين ؟

مكثت أمي صامتة ... ولم تتفوه بكلمة واحدة

لم أفكر للحظة فيما قلته ، لأني كنت سأنفجر من الغضب

كنت غافلاً عن مشاعرها !!!

أردت الخروج من ذلك المنزل ، فلم يكن لدي شيء لأعمله معها

لذا أخذت أدرس بجد حقيقي ، حتى حصلت فرصة للسفر خارج البلاد

بعد ذلك تزوجت .. وامتلكت منزلي الخاص

كان لي اطفال .. وكونت اسرتي

كنت سعيداً بحياتي الجديدة

كنت سعيداً بأطفالي ، وكنت في قمة الارتياح

في أحد الأيام ... جاءت أمي لتزورني بمنزلي

هي لم تراني منذ أعوام ... ولم ترَ أحفادها ولو لمرة واحدة

عندما وقفت على باب منزلي ، اطفالي أخذوا يضحكون منها

لقد صرخت عليها بسبب قدومها بدون موعد

كيف تجرأتي وقدمتي لمنزلي وأرعبتي اطفالي ؟

أخرجي من هنا حالاً !!!

جاوبت بصوت رقيق  عذراً ، آسفة جداً ، لربما إِتَّبَعْت العنوان الخطأ 

منذ ذلك الحين ... إختفت أمي

أحد الأيام وصلتني رسالة من المدرسة بخصوص لَمِّ الشَّمْلِ بمنزلي

لذا كذبت على زوجتي وأخبرتها أني مسافر في رحلة عمل

بعد الانتهاء من لَمِّ الْشَّمْلِ إجتماع يجمع الطلاب المتخرجين

توجهت لكوخي العتيق حيث نشأت

كان فضولي يرشدني لذلك الكوخ

أحد جيراني أخبرني لقد توفيت والدتك !!! 

لم تذرف عيناي بقطرةِ دمعٍ واحدةٍ

كان لديها رسالة أرادت مني أن أعرفها قبل وفاتها

إبني العزيز ، لم ابرح افكر فيك طوال الوقت ، أنا آسفة لقدومي لبيتك

وإرعابي لأطفالك 

لقد كنت مسرورة عندما عرفت انك قادم بيوم لَمِّ الْشَّمْلِ بالمدرسة ،

لكني لم اكن قادرة على النهوض من السرير لرؤيتك

أنا آسفة ... فقد كنت مصدر إحراج لك في فترة صباك

سأخبرك ... عندما كنت طفلاً صغيراً تعرضت لحادث وفقدت احدى عينيك

لكني كأم ، لم أستطع الوقوف وأشاهدك تنموا بعين واحدة فقط

... لذا فقد أعطيتك عيني ...

كنت فخورة جداً بإبني الذي كان يريني العالم ، بعيني تلك

مع حبي لك ... أمك


من كان لديه أم فليزم قدميها
ولآ ننسَ ماقاله رسولنا الكريم ( عليه الصلاة والسلام )
أمك .. ثم أمك .. ثم أمك ...
ثم أبوك


SîLènçè



لا امتلك حساب في التويتر او الفيس بوك