نادرا ما تجد طائرة احيلت على التقاعد ، او انتهى عمرها الافتراضي ، ان تكون بمثابة تحفة في المتحف، وتعتبر قطعة من التاريخ المعاصر للولايات المتحدة ، انها طائرة هيدسون ، والتي جاءت تسميتها نسبة للنهر التي هبطت فيه اضطراريا قبل عامين وعلى متنها اكثر من 150 راكب نجوا بأعجوبة ، وسميت بمعجزة هيدسون .
والقصة بدأت عندما كانت الطائرة تقوم برحلتها رقم 1549 من نيويورك ، وبعد مرور دقائق على اقلاعها ، اصطدمت بسرب من طيور الوز ، مما اصابها عطل في محركاتها ، وقرر الكابتن ان يهبط في اي مطار قريب ، ولاستحالة هذا الهبوط ، اخذ قراره بالهبوط على نهر هيدسون المتجمد ، وهنا المعجزة ان تم انقاذ جميع ركابها ، بعد ان اتخذوا من جوانح الطائرة مستقر لهم بأنتظار النجدة ، ومن هنا كانت شهرتها وشهرة قبطانها ، وهذه بداية الموضوع .
بعد انتشال الطائرة، من نهر هيدسون المتجمد اثناء هبوطها الاضطراري في شهر يناير ، وضعت في مجمع خاص للطائرات في هاريسون ، نيوجرسي ، ولكنها اليوم عادت الى صدارة واجهة الاعلام مجددا ، حيث ستم نقلها برا ، وستكون رحلتها البرية الاخيرة حيث ستكون في المتحف ، لما تمثل الكثير من الذكريات للذين نجوا من موت محقق .
طائرة الايرباص 320A ستأخذ الطريق البري ، مخترقة وسط مدينة نيوجرسي ، في طريقها الى نورث كارولينا ، محملة على ناقلة ضخمة .
وكل من رآها وعرف قصتها ، كان يذكر جرأة الكابتن ، وسرعة بديهته ، وهو يعتبر اليوم بطلا قوميا ، ويدعى شاسلي سولانبرغر .
ستأخذ رحلتها حوالي الاسبوع ، حيث ستسلك طرقات بعيدة نسبيا ، وذلك بسبب ضخامة حافلة النقل ، حيث لا يمكنها ان تقوم بألتفافة نصف دائرية ، لتغيير وجهة سيرها ، ومن المقرر ان يقام حفل استقبال ، يحضره كابتن الطائرة ومساعديه ، وكل من عمل على الطائرة اثناء الرحلة المشهورة . ويتوقع ان يحضر الاحتفال اغلب الركاب الناجين ، والملفت ان الطائرة تركت على حالها منذ اخر رحلة جوية قامت بها .
قطعة من التاريخ الحديث في متحف ، وهو استثناء عن القاعدة التي تقول
- ان كل من يخدم عسكريته يحال الى التقاعد، ويأكله غبار النسيان، ويصبح ذكرى ان ذُكر -
SîLènçè