الاثنين، 30 سبتمبر 2013

برميل البارود

ركبت التاكسي ذات يوم متجهاً للمطار،
وبينما كان السائق ملتزماً بمساره الصحيح ،
قفزت سيارة من موقف السيارات بشكل مفاجئ أمامنا .

ضغط السائق بقوة على الفرامل ،
لتنزلق السيارة وتتوقف على مسافة قريبة جداً من الاصطدام بذلك المتهور الذي أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ ، 
لكن سائق التاكسي ابتسم ولوح له بود .
...
استغربت فعله جداً وسألته : لماذا فعلت ذلك ؟
هذا الرجل كاد يرسلنا للمستشفى برعونته ..!!
هنا لقنني السائق درساً ، أصبحت أسميه فيما بعد : برميل البارود !
قال السائق :
كثير من الناس مثل برميل البارود ،
يدور في الأنحاء محملاً بما يشعل النار في الأخرين , التخلف ، الإحباط ، الجهل ، الغضب ، خيبة الأمل ..
وعندما تزداد مادة البارود في داخلهم إلى حد يضطرون به للانفجار في الأخرين بسبب الحرارة المتصاعدة عليهم ... 
في بعض الأحيان يحدث أن يفرغوها عليك .
لا تأخذ الأمر بشكل شخصي ،
فقد تصادف أنك كنت تمر لحظة إفراغها ، فقط ابتسم ، لوح لهم ، وتمن أن يصبحوا بخير ، ثم انطلق في طريقك .
احذر أن تأخذ موادهم المتفجرة تلك وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل ، البيت أو في الطريق .
في النهاية ،
الأشخاص الناجحون لا يدعون براميل البارود تستهلك يومهم أو تحرقهم ،
فالحياة أقصر من أن نضيعها في الشعور بالأسف على أفعال ارتكبناها في لحظة غضب .