عاد الرجل إلى بيته وقد انفصل عن زوجته في المحكمة وكله حزن ....
في اليوم التالي خرج لعمله وعاد غاضباً بسبب خلاف مع أحد مدرائه ...
بعد عدة أيام عاد من التسوق استاء جداً لطريقة تعامل أحد الباعة معه ومحاولته استغلاله ...
جلس في بيته يحلل ما يجري معه يومياً ليكتشف أن سبب حزنه هو الناس ..
وأن كل الغضب يأتي من الناس ولولاهم لعاش سعيداً !.
فتح الانترنت ليكشف عن رصيده في البنك حالياً فوجده كافياً ليعيش وحيداً ببيته للأبد ...
كان يخرج فقط ليشتري ما يلزمه ليأكل ويشرب ولم يعد يستمع للأخبار ولا يقرأ الصحف ...
اكتفى فقط بمشاهدة الأفلام الكوميدية والمسلسلات الساخرة ...
اكتفى بقراءة الأدب الساخر...
أراد أن يفرح طوال حياته ....
لكن بعد أشهر ..
شعر بأن الحزن في داخله زاد ..
بل لم يعد ممكناً تحمله ...
أصبح قريباً من حالة اكتئاب ...
بل دخل بالاكتئاب ...
فتح كتاباً ليقرأ فوجد الحكمة التالية : " كل الحزن يأتينا من علاقاتنا مع الناس" ...
ابتسم فهذا ما توصل له ..
وتابع القراءة ليجد " لكن الفرح يأتينا من علاقاتنا مع الناس أيضاً" ...
تجهم قليلاً ...
وأكمل ليقرأ " لذلك لا يمكننا قطع علاقاتنا مع الناس لأن هذا يعني غياب الفرح .. وغياب الفرح حزن .. فسنهرب بالتالي من الحزن إلى الحزن !" ...
فهم جريمته التي ارتكبها بحق نفسه ...
نهض ..
حلق ذقنه ..
ارتدى ملابسه ..
خرج مبتسماً ليحتك بالناس من جديد ...
فهم أن الهروب من الناس لا يعني الهروب من الحزن ..
بل يعني الإقامة في بيت الحزن !